مجلة إنتي حلوة :
تعاني المرأة أحياناً من مشكلات في الضغط خلال حياتها، وهذا الوضع الصحّي يؤثّر سلباً على سلامتها خصوصاً في حال كانت حاملاً. فكيف تواجه الأمر؟ إنّ ارتفاع ضغط الدم هو مشكلة صحّية لا يُستهان بها، لاسيما في فترة حمل المرأة، لأنّه يؤثر على الأم والجنين معاً.
تعاني المرأة أحياناً من مشكلات في الضغط خلال حياتها، وهذا الوضع الصحّي يؤثّر سلباً على سلامتها خصوصاً في حال كانت حاملاً. فكيف تواجه الأمر؟ إنّ ارتفاع ضغط الدم هو مشكلة صحّية لا يُستهان بها، لاسيما في فترة حمل المرأة، لأنّه يؤثر على الأم والجنين معاً.
كيف نُعرِّف ضغط الدم؟
هو قوّة الدم الدافعة على جدران الأوعية الدموية، وهو ضروري لوصول الدم إلى كافة أعضاء الجسم حيث تقوم الشرايين بتنظيم ضغط وكمية الدم الجاري فيها عن طريق التمدّد والتقلّص بالتزامن مع نبضات القلب.
يتجدّد ضغط الدم بالكمية التي يضخّها القلب وحجم مقاومة جدران الشرايين لتدفّقه. باختصار يمكننا القول إنّ ضغط الدم هو الضغط الموجود داخل الشرايين والذي يدفع الدم عبر جهاز الدورة الدموية إلى كافة أعضاء الجسم.
الضغط أثناء الحمل
هناك نوعان من ارتفاع ضغط الدم عند الحامل وهما:
• ارتفاع الضغط المزمن، أي أنّ ارتفاع الضغط كان موجوداً قبل الحمل، ويمكن علاجه بتغيير نوعيّة الحياة واستعمال بعض الأدوية المناسبة. يُذكر أنّ نساءً كثيرات لا يكتشفن إصابتهنّ بضغط الدم إلّا أثناء الفحص السريري للحمل.
• "ما قبل الارتعاج" pre-eclampsia أو ما يُعرف أيضاً بتسمّم الحمل. يمكن لهذه الحالة أن تؤثّر بشكل جدّي على صحّة الأم والجنين معاً. هي تظهر في النصف الثاني من الحمل فقط، فيرتفع ضغط الدم ويترافق مع ظهور البروتين في البول وتغيّر بعض التحاليل الدموية، وتورّم في القدمين. أمّا سبب هذه الحالة فهو غير معروف حتّى الآن.
ما هي أخطاره؟
إنّ ارتفاع الضغط المزمن يمكن أن يُبطئ نموّ الجنين ويؤثّر في صحّته العامة، كما أنّ النساء اللواتي يعانين ارتفاع ضغط مزمن، هنّ أكثر عرضة لحدوث تناذر ما قبل الارتعاج، وفي هذه الحالة لا يكون ارتفاع الضغط المشكلة الوحيدة بل إنه واحد من مجموعة اضطرابات مرضية متشابكة، ومنها الاضطرابات الدماغية (صداع واختلاجات) أو النظرية (غشاشة الرؤية) أو الكبدية (آلام كبدية) أو الدموية، كما يمكن أن يتأخّر تطوّر الجنين. وإذا تطوّر المرض نحو الارتعاج فإنّ حياة الطفل تصبح مهدّدة.
الأكثر عرضة للمرض؟
يؤكد الدكتور الياس سعيد صفير أنّ النساء الحوامل الأكثر عرضة لتسمّم الحمل، هنّ اللواتي يعانين من ارتفاع الضغط المزمن (الموجود أصلاً في الجسم)، أو الحوامل بأكثر من طفل، ومَن تشكين من السمنة قبل فترة الحمل، بالإضافة إلى الحامل في عمر العشرين أو أقل، وفي عمر ما فوق الـ 40، والحامل التي تواجه مشكلات السكري أو الكلى.
علاجه
تختلف نوعية العلاج بحسب نوع ارتفاع الضغط. ففي حالة ارتفاع الضغط المزمن يمكن للطبيب أن يحافظ على العلاج الدوائي الذي كانت تستخدمه المرأة قبل الحمل، أو قد يقوم بتغييره إذا كان ضاراً للجنين، كما يتابع الطبيب حالة الحمل بواسطة الأمواج فوق الصوتية بشكل مكثّف، ويلجأ إلى التحاليل الطبّية خصوصاً في النصف الثاني من الحمل للوقاية المبكرة من حالة "ما قبل الارتعاج".
وأما في حال إصابة السيدة بعوارض "ما قبل الارتعاج"، فيختار الطبيب العلاج معتمداً على حالة الأم والجنين. إنّ الحل الوحيد لايقاف حالة "ما قبل الارتعاج" هو توليد الطفل، ما قد يسبّب له مشكلات صحّية إذا كان الوقت مبكراً جداً. ويعود اتّخاذ هذا القرار إلى الطبيب المُعالج الذي يُتابع الحمل بشكل كثيف .
كيف السبيل للوقاية منه؟
يشير الدكتور صفير إلى أنه للحفاظ على معدل ضغط دم طبيعي ودائماً تحت السيطرة على المرأة اتّباع التعليمات التالية: المداوَمة على الدواء، المحافظة على وزن معتدل وصحّي في فترة الحمل، تجنّب التبغ والكحول لأنها تُسبّب تضرّر الأوعية الدموية ما ينتج عنه ارتفاع في ضغط الدم، الابتعاد عن أسباب التوتّر والقلق والضغط النفسي، وعدم تناول الملح.